![]() |
الثقافة الجنسية من أجل أطفالك |
ضرورة التثقيف الجنسي
إن المراهقون يتركون المدرسة والمنزل الأسري والنصائح التي يقدمها الأبوين
والمعلمين دون تفهم لما ينتظرهم، وهكذا يصبحون فريسة سهلة للفساد ويقعون في
الفحشاء ويتعرضون للأمراض المختلفة المنتقلة جنسياً ويتعرضون للانحطاط
الخُلقي، فنجد البعض منهم يفرط ويجعل صحته عرضة للأخطار والبعض الآخر يوهن قواه
العصبية في سبيل محاولات لبلوغ النشوة ولذة جنسية منفرده، ومنهم من يعرض نفسه الى
حدوث حمل باكر غير مرغوب فيه لدى الفتيات صغيرات السن، ويعرضهن هذا
الحمل بعد ذلك لأخطار أكبر منها الإجهاض المخالف للشروط الصحية
والدينية أيضا، وأيضا يتعرضن للنبذ المجتمعي في فعل كبيره من الكبائر.
إن العاملين في الحقل الطبي كثيراً ما يلمسون بأنفسهم الجهل وما يسببه من الالام
الكثيرة التي تسيطر على الحياة الجنسية بين فئات المجتمع المختلفة، ومن
هذا بعض ما ذكرناه بالأعلى، لذلك وجب التطرق الي (ضرورة التثقيف الجنسي) لكي
لا ندع مجالاً لبلوغ مخاطر الجهل به ووضع حلول بدلاً من الهروب منه أو التستر
عليه.
والتثقيف الجنسي يمر بعدة مراحل متكاملة مترابطة لابد من التركيز فيها
جيداً.
- المرحلة الأولى وهي تبدأ من دور الأباء في التثقيف الجنسي لأطفالهم في سن صغير.
التثقيف الجنسي من الأباء لأطفالهم
علي الأهل (الأب و الأم) واجب ملح لا غنى عنه في إفهام أطفالهم
القضايا الجنسية بشكل مبسط ويتناسب مع مرحلتهم العمرية، فإذا لم يبادر
الوالدين بتفسير هذه القضايا سيقوم غيرهم بهذه المهمة، فزملاء الدراسة وزملاء
الطريق علي الأخص سيعطونهم دروساً قد توصلهم الي الهلاك.
نجد كثيراً من العائلات يواجهون صعوبات بالغة في
شرح القضايا الجنسية لأطفالهم، لذلك من الواجب أن نحث الأهل (الأباء
والأمهات) علي مجابهة هذه الصعوبات ويصرحوا لأطفالهم ما هم في صدده بطريقة علمية
صريحة مبسطة من خلال اتباع السلوك السليم في تناولهم القضية.
علي الوالدين أن يشرحوا لأطفالهم
أسس الحياة الجنسية قبل بلوغ الثالثة عشر من عمرهم، وهناك مناسبات عديدة
تسمح لهم بطرحها وتبسيطها أمام الطفل حتي يكون علي استعداد لمواجهة الحقائق
المقبلة بدون تعب، ولا يجب ان يخاف الأهل إذا طرح الطفل أسئلة عن
الحياة الجنسية بل علي العكس يجب أن يرتاحوا لذلك ويقوموا بإجابته.
عند الرد علي الطفل واجابته لابد من مراعاة سنه ومقدرته علي الفهم والإدراك، كما
لا يجوز أن نخدع الطفل ونتهرب من الأسئلة التي يطرحها، محيطين تلك
القضايا الجنسية بالكتمان والسرية الشديدين، اعتقاداً منا انها مواضيع
مخجلة.
ونجد الأطفال يطرحون أسئلة كثيرة ومتنوعة فيجب علينا أن نجيب عن تلك الأسئلة
بحكمة، فمثلاً يجب أن نلوم الأم التي تأبى ان تفسر الطمث (الحيض) لأبنتها
البالغة، أو التي تأخذها بعيداً الى غرفتها فتشرح لها هذه المشكلة سراً.
- المرحلة الثانية وهي يجب علي الأهل أن يكونوا علي دراية وثقافة نحو قضية الثقافة الجنسية.
ثقافة الأهل نحو قضية الثقافة الجنسية
يجب أن يتفهم الأهل القضايا الجنسية قبل القيام بشرحها لأبنائهم وهذا
يتطلب من الهيئات الحكومية (وزارة الصحة، والتعليم، والجامعات) تكليف أخصائيين
لتقديم محاضرات ومناظرات وندوات تثقيفيه في وسائل الإعلام المختلفة (صحافة وإذاعة
وتليفزيون والأنترنت) ويجب تكثيف الإرشادات في الأنترنت لأن كثيراً ما نجد
مستخدموها عن كافة الوسائل الأخرى والأنترنت يعتبر نواه تضم العديد من الأشياء
النافعة والضارة أيضاً فقد تصل معلومة صحيحة تقضي علي شائعة فوجب التنويه الي
تكثيف الحملات التوعوية علي وسائل التواصل الاجتماعي.
وهذا يسهل الأهل القيام بهذه المهمة والتي تعود بفوائد علي مجتمع كامل وسبب في
صلاح بعض ما تلف فيه.
- المرحلة الثالثة وهي اختيار الوقت المناسب للتثقيف الجنسي.
ضرورة اختيار الوقت المناسب
إذا كان لدى الأهل مبررات قوية لا بأس بأن يأجلوا
شرح الأمور الجنسية لأطفالهم قدر المستطاع، وشرح المسائل التي تعترضهم
لاحقاً.
الحقائق الجنسية ليست مجرد متعه بل هي وظيفة مهمه.
طريقة الإجابة على الأسئلة السابقة لأوانها كالتالي:
كثيراً ما نرى الأطفال يطرحون أسئلة جنسية سابقة لأوانها وفي مثل هذه
الأحوال ينبغي على الوالدين الا يجيبوهم ارتجالاً بما هو غير كافي والا ينهروهم.
قدرة الأطفال لا تقل عن قدرة المراهقون ففي كثير من الأحيان تكون
أسئلة الأطفال أكثر إحكاماً وتحديداً من أسئلة المراهقين، لذلك يجب
على الأهل أن لا يحاولوا تحوير الأسئلة كيفما شاءوا حتي لا يسببوا اضطراباً في
نفس الطفل بل من الواجب إجابته برزانة وهدوء، ويمكن للأهل أن لا يقولوا الحقيقة
كاملة اذا كان الطفل لا يزال صغيراً، ولكن ذكر الحقيقة الكافية بإشباع فضول الطفل
وعدم اللجوء الى الأكاذيب التي يضطر الأهل في المستقبل الي العدول عنها.
طريقة إعداد الطفل للبلوغ
يجب أن نعد الطفل للحقائق الجنسية قبل البلوغ حتي ولو لم يمكن ملماً بها
من قبل ذلك ويجب ان نحميه من الثرثرات المفسدة التي يقوم البعض بها من زملاء
دراسة ورفقاء السوء.
يجب ان نزيل من قلب الطفل كل هلع يصيبه إذا كان يجهل
مظاهر البلوغ (الانتصاب، القذف، دم الحيض، الشهوة الجنسية،...الخ) حيث
هناك الكثير من الفتيات اللاتي ارتبكن لرؤية الحيض أول مره وبينهن من
يضطربن ويحاولن
الانتحار.