ما هي المحسوبية في العمل وما هي عواقبها؟
random
أخبار ساخنة

محرك بحث جوجل (Google search)

تابعنا على جوجل نيوز 👇 Google News



ما هي المحسوبية في العمل وما هي عواقبها؟

تشير المحسوبية في العمل إلى الموقف الذي يفضل فيه الشخص في منصب صنع القرار (قائد أو مدير) الأشخاص المقربين، مثل العائلة أو الأصدقاء، عند اتخاذ القرارات المتعلقة بالتوظيف والترقية والامتيازات.

هذه الممارسة، على الرغم من إدانتها على نطاق واسع، لا تزال تحدث ولها تأثير كبير على سير العمل في أماكن العمل.

وتشمل الآثار تدهور معنويات الفريق، وتشويه عملية صنع القرار أو خطر فقدان الموظفين الأكفاء.

في هذه المقالة، سنناقش ماهية المحسوبية بالضبط وما هي الآليات التي تقودها. ستتعرف أيضًا على عواقب المحسوبية وكيف يمكن للشركات التعامل معها. ندعوك للقراءة.

المحسوبية وتأثيرها على الأداء الوظيفي: دراسة حالة
مفهوم المحسوبية في العمل وأثرها: تعرف على التفاصيل

تعريف المحسوبية ومفهومها

المحسوبية تعني إعطاء الأولوية لمصالح الفرد فوق مصالح المجموعة التي ينتمي إليها، وقد يتضمن ذلك تصرفات للحصول على مكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة والمؤسسة التي يعمل فيها الفرد.

يمكن أن تتجلى المحسوبية في العمل بتجاهل السياسات والإجراءات المحددة من قِبَل الشركة، وعدم الإبلاغ عن المخالفات والأخطاء، وإهمال العمل المطلوب، والانشغال بالأمور الشخصية في مجال العمل.

من المهم أن يفهم الأفراد أن المحسوبية في العمل تؤثر بشكل كبير على جودة العمل وفعاليته، فهي تؤدي إلى تفكك العلاقات المهنية ضمن المؤسسة، وانحراف الأهداف الجماعية، وتعرض الموظفين والمؤسسة للخطر.

عُرفت المحسوبية منذ قرون وتأتي من البلاط البابوي. غالبًا ما كان رؤساء الكنيسة يعينون أفراد عائلاتهم ككاردينالات، ثم بدأت تنتشر بين العائلات النبيلة ولا تزال تقدم أداءً رائعًا حتى اليوم، خاصة بين النخبة السياسية والشركات الصغيرة والمتوسطة.

يرتبط مفهوم المحسوبية بتفضيل أفراد الأسرة والأصدقاء عند التوظيف للعمل أو الترقية أو المنح، على سبيل المثال، مزايا مالية، بغض النظر عن مؤهلاتهم لشخص معين.
ظاهرة شغل مناصب جيدة الأجر لدى الأقارب تتعلق بكل من مؤسسات الدولة والشركات الخاصة.
يعتبر أحد أمراض سوق العمل ويرتبط بعواقب وخيمة.

المحسوبية الشخصية هي شكل من أشكال المحسوبية، لكنها أقل ارتباطًا بالعائلة وأكثر ارتباطًا بشبكة العلاقات والمعارف المفهومة على نطاق واسع.

في الممارسة العملية، كل من هاتين الظاهرتين لهما عواقب مماثلة، مثل الافتقار إلى الشعور بالإنصاف، أو انخفاض محتمل في فعالية المنظمة أو تدهور الجو في الفريق.

التأثيرات السلبية للمحسوبية على العمل

تؤثر المحسوبية بشكل سلبي على العمل وعلى العديد من الجوانب، ومن هذه التأثيرات:

1- تدهور الثقة بين الموظفين: فقد يؤدي التفكك الذي يحدث بسبب المحسوبية إلى خسارة الثقة بين الموظفين، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى صراعات داخلية بينهم.

2- عدم احترام السياسات والإجراءات: يؤدي التركيز المفرط على المصالح الشخصية إلى تجاهل السياسات والإجراءات المحددة من قِبَل الشركة، وقد يؤدي ذلك إلى ارتكاب الأخطاء والمخالفات.

3- تدهور جودة العمل: يمكن أن يؤدي التركيز المفرط على المصالح الشخصية إلى تهميش المصالح العامة والمؤسسة، وتوجيه الجهود نحو تحقيق مكاسب شخصية، وهذا قد يؤدي إلى تدهور جودة العمل.

4- عدم الالتزام بالمواعيد: قد يؤدي التفكك والانشغال بالأمور الشخصية إلى عدم احترام المواعيد، وهذا يؤثر على جودة العمل وقد يسبب تأخير في إنجاز المهام.

5- تقليل الإنتاجية: يمكن أن تؤدي المحسوبية إلى تقليل الإنتاجية وتأثيرها على العمل، حيث قد يعطي الموظفون الأولوية للأعمال الشخصية بدلاً من العمل المطلوب، وبالتالي أداء غير فعال في العمل.

غالبًا ما يتم التقليل من تأثير المحسوبية، حيث يُنظر إليها على أنها تساعدنا وتساعد المقربين منا. هذا يعطي الظاهرة برمتها طابعًا إيجابيًا.

لا يمكن إنكار أن مثل هذا السلوك هو نوع من الدعم، ولكن آثاره يمكن أن تأتي بنتائج عكسية. لسوء الحظ، لم يتم تنظيم المحسوبية بالتفصيل في قانون العمل، وهذا هو السبب في أنها تتيح إمكانية أنواع مختلفة من الإساءة من قبل أرباب العمل. المعاملة غير المتكافئة للموظفين تضر الشركة أولاً وقبل كل شيء، ولكن أيضًا تضر الموظفين:

عدم وجود شخص يتمتع بالكفاءات المناسبة لمنصب معين

عندما يتم شغل منصب وظيفي بسبب العلاقات الأسرية أو الشخصية، وليس على أساس المهارات والمؤهلات، فإنه غالبًا ما يتم ملؤه من قبل أشخاص ذوي كفاءات غير كافية. يتمثل دور المجند (الموظف) في توظيف المرشح الأكثر موهبة والذي سيكون إضافة قيمة للفريق.

ومع ذلك، إذا تم منح الوظيفة على أساس الألفة، بدلاً من عملية التوظيف التفصيلية، فقد تفقد الشركة أفضل المواهب المتاحة في سوق العمل.

صراعات الشركة أو مؤسسة العمل سواء كانت خاصة أو حكومية

يمكن أن يتسبب وضع العائلة أو الأصدقاء في مناصب أفضل في حدوث صراعات خطيرة داخل الشركة.
عندما تُمنح الوظائف والترقيات والأجور الأعلى على أساس العلاقات الشخصية، بدلاً من الجدارة أو الكفاءة، يؤدي ذلك إلى توترات ونزاعات ومستويات أعلى من التوتر بين الموظفين.

يشعر الموظفون أنهم يعاملون بشكل غير عادل، مما يزيد من الإحباط وعدم الرضا.

انخفاض الدافع والكفاءة للعمل من عواقب المحسوبية

من النتائج المتكررة لشغل الوظائف مع الأقارب أو منح زيادات لأفراد الأسرة انخفاض مستوى التحفيز.

إن تعيين الترقيات أو المكافآت أو التدريب ليس على أساس الجدارة أو الكفاءة يعني أن الموظفين لن يحاولوا أداء المهام بأفضل ما لديهم، لأن شخصًا آخر سيحصل على الجائزة على أي حال.

إن عدم المساواة في المعاملة ليس أمرًا غير أخلاقي فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى انخفاض كفاءة العمل وزيادة معدل دوران الموظفين ومشكلات أخرى في شركة معينة.

الشعور بالظلم

يرغب الموظفون في أداء مهامهم مقابل أجر عادل وفرص وظيفية. ومع ذلك، عندما يشغل أفراد أسرة الرئيس المناصب المرموقة، فقد يبدأ الموظفون في الشعور بالإحباط والظلم، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وحتى ترك الوظيفة.

كيفية تجنب المحسوبية في العمل

تجنب المحسوبية في العمل يحتاج إلى جهود مشتركة من جميع الأطراف المعنية. وللتقليل من التأثير السلبي للمحسوبية، يمكن اتباع هذه النصائح:

1- تحديد الأولويات: يجب تحديد الأولويات والتركيز على الاهتمام بالمصالح العامة والمؤسسة.

2- الالتزام بالقواعد والإجراءات: يجب الالتزام بالقواعد والإجراءات المحددة من قِبَل الشركة، ويجب العمل وفقًا لها.

3- الشفافية والنزاهة: يجب العمل بشفافية ونزاهة والتحدث بصراحة عن المشاكل التي تواجه العمل وإيجاد حلولٍ مشتركة لها.

4- تشجيع التعاون والفريق الواحد: يجب تشجيع التعاون بين الموظفين وتشجيع العمل كفريق واحد مع مراعاة أفضل مصالح المؤسسة.

5- تحديث الشفافية: يُمكن تجنب المحسوبية في العمل من خلال تحسين الشفافية وضمان تطبيق الإجراءات والقواعد بنفس القوة والشفافية بين جميع الموظفين، بغض النظر عن موقعهم ومسؤولياتهم في العمل.

6- تقييم الأداء: يمكن إصلاح بعض من تأثيرات المحسوبية عن طريق تقييم الأداء للموظفين وتخصيص الأعمال وفقاً للمؤهلات والخبرات.

7- التدريب: يمكن أن يكون التدريب بشأن المبادئ الأخلاقية في العمل وأهمية الالتزام بالإجراءات والقواعد المؤسسية هو من الوسائل الفعالة لتجنب المحسوبية في العمل، وتكوين ثقافة أخلاقية تحافظ على مصالح المؤسسة.

كيف نحارب المحسوبية في العمل؟

يمكن أن يكون حل هذه المشكلات، الناتج عن تفضيل الإدارة للأقارب أو الأصدقاء،  تدريبات مفتوحة ومغلقة  مناسبة تنظمها مؤسسة العمل، والتي ستساعد في خلق جو صحي في مكان العمل، فضلاً عن النهج الصحيح للتوظيف وعملية الترويج.

تدريب المدير الشاب - إدارة الفريق والقيادة والتحفيز هو اقتراح ممتاز للأشخاص الذين شغلوا منصبًا إداريًا مؤخرًا.

يركز البرنامج على تعلم كيفية إدارة وتحفيز الفريق بشكل فعال، وهو أمر حاسم للحفاظ على معنويات عالية.
بدوره، التفكير الاستراتيجي لدورة القيادة، أي الإدارة قصيرة وطويلة الأجل للعمليات والأهداف والنتائج يعلمك كيفية استخدام إمكانات فريقك، بدلاً من الاعتماد على الاتصالات الشخصية.

تعتبر الشجاعة الإدارية في التدريب على إدارة الفريق مثالية لأولئك الذين يرغبون في تعلم كيفية اتخاذ قرارات صعبة ومواجهة المشاكل في الفريق، بما في ذلك المحسوبية.

كيف يمكن تحويل المحسوبية إلى مبادرة إيجابية في العمل؟

يمكن تحويل المحسوبية إلى مبادرة إيجابية في العمل عن طريق اتخاذ مجموعة من الإجراءات والممارسات التي تعمل على تعزيز العدالة والشفافية وتشجيع العمل الفردي والجماعي المتوازن. ومن هذه الإجراءات:

1- تطبيق معايير واضحة وموضوعية للتقييم والمكافأة، تستند إلى مؤشرات الأداء والإنجازات الفردية، وتوفير إمكانية التدريب والتطوير المستمر للموظفين.

2- تطوير برامج التواصل الداخلي بين الموظفين والإدارة، وتشجيع قيام الإدارة بالاستماع لآراء الموظفين وتبادل الرأي معهم.

3- تدريب الإدارة والموظفين على مهارات الاتصال الفعال والتواصل الإيجابي، والقيام بعمليات تقييم الأداء بشكل منهجي وعدل.

4- تحفيز الموظفين على التفاعل والتعاون المشترك من خلال إنشاء فرق عمل ومشاريع جماعية تخدم أهداف الشركة وتساهم في تحقيقها.

5- اعتماد سياسات تحفيزية للموظفين بناءً على الأداء الفردي والعام للشركة، مثل الحوافز والمكافآت المادية وغير المادية.

6- تشجيع الموظفين على العمل الجماعي والمشاركة في العمليات القرارية وإعطائهم الحرية في تقديم الأفكار والاقتراحات الجديدة.

بتنفيذ هذه الممارسات، سيتمكن الموظفون من التركيز أكثر على عملهم وتحقيق الأهداف التي تسعى الشركة إلى تحقيقها بطريقة موضوعية وعادلة ويتم تقييمهم وفق معايير شفافة، وهذا سيساهم في تحويل المحسوبية إلى مبادرة إيجابية في العمل.

كيف تتعرف على المحسوبية في العمل وأين يتم الإبلاغ عنها؟

يمكن التعرف على المحسوبية في العمل من خلال المحسوبية الملحوظة لبعض الموظفين على غيرهم، خاصة عندما يكون للأفراد المختارين روابط شخصية أو عائلية مع إدارة.

قد يشمل ذلك الترقيات العالية بشكل غير متناسب أو الزيادات أو منح امتيازات خاصة مثل ساعات العمل غير القياسية أو الوصول إلى الموارد التي لا يمتلكها الآخرون.

في مكافحة المحسوبية، من المهم الحفاظ على الاحتراف. إذا كنت تشك في أنك تعاني من هذه الظاهرة في العمل، فقم بإبلاغ إدارة الموارد البشرية أو مفتشية العمل الوطنية.

تأكد من توثيق أي مواقف قد تشير إلى المحسوبية. سيكون هذا مفيدًا كدليل في حالة إجراء محتمل.

الفرق بين العمل الجماعي والعمل الفردي في ضوء المحسوبية

العمل الجماعي هو العمل الذي يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين مجموعة من الموظفين أو الأشخاص لتحقيق هدف مشترك، أما العمل الفردي فهو العمل الذي يتم تنفيذه من قِبَل فرد واحد دون التعاون مع الآخرين.

ومن المعروف أن المحسوبية تؤثر سلبًا على العمل الجماعي والفردي بصورة متساوية، حيث أنها تؤدي إلى اتخاذ القرارات بناءً على الصلات الشخصية وليس بناءً على الأسس الهادفة والموضوعية وقد تؤدي إلى تضييع الفرص وتخريب الأداء.

وفي العمل الجماعي، إذا كان هناك محسوبية فإن ذلك يؤدي إلى توجيه الاختيار للأشخاص الذين يتمتعون بعلاقات شخصية قوية وليس بناءً على مهاراتهم وكفاءتهم، مما يؤثر سلبًا على جودة العمل الجماعي ويؤدي إلى تدهور الأداء.

أما في العمل الفردي، فإن المحسوبية يؤدي إلى تفضيل بعض الأشخاص على حساب الآخرين في المنافسة على المناصب أو الفرص الوظيفية، بغض النظر عن كفاءة كل شخص. وهذا يؤدي في النهاية إلى تحقيق نتائج غير مرضية وتدني جودة الأداء.

بشكل عام، فإن التعامل مع المحسوبية في العمل الجماعي والفردي يتطلب الالتزام بالإجراءات والقواعد الواضحة والموضوعية، وتشجيع ثقافة الشفافية والمساواة في المعاملة وتثقيف الموظفين حول أهمية اتخاذ القرارات بناءً على المصالح العامة وليس بناءً على الصلات الشخصية المحددة.

تأثير المحسوبية على الرفاهية النفسية للفرد

تؤثر المحسوبية على الرفاهية النفسية للفرد سلبًا عندما يتم تقييمه أو تحديد مصيره في العمل بناءً على العلاقات الشخصية دون النظر إلى كفاءته ومهاراته.
يشعر الفرد في هذه الحالة بعدم العدالة والظلم، وقد يشعر بعدم الثقة بنفسه وعدم التقدير والاعتراف بجهوده وإنجازاته في العمل، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الرضا عن العمل وزيادة مستويات التوتر والضغط النفسي.

ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الشخصية لا تعدوا أن تكون سببًا في النجاح الحقيقي للفرد في العمل على المدى البعيد. فقد يتم تقدير الفرد في البداية بناءً على الصلات الشخصية، ولكن إذا كان الفرد غير كفء أو لا يمتلك المهارات اللازمة، فإنه سيكون غير قادر على تحقيق الأهداف المطلوبة في العمل وسيفقد الحافز والاهتمام بالعمل.

لذلك، يتعين على الشركات وأصحاب العمل الاستمرار في توفير فرص النمو الشخصي والفرص الوظيفية المتساوية للجميع، والتركيز على معايير الأداء العالية وتشجيع العمل الجماعي والفردي الموضوعي، وذلك من أجل تحقيق النجاح الحقيقي ورفاهية نفسية عالية للفرد.

هل المحسوبية في العمل يُعاقب عليها؟

أخبرنا الإجابة في التعليقات مع (ذكر اسم البلد الذي تعيش فيه).
google-playkhamsatmostaqltradent