تعتبر التربية الرياضية من المواد الهامة التي يتم تدريسها في العديد من مراحل التعليم المختلفة، وتشمل هذه المراحل التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي. يتم تقسيم منهج التربية الرياضية للمراحل العمرية المختلفة إلى عدة مستويات، يتم تطوير محتوى المنهج بما يتناسب مع احتياجات الطلاب ومراحل تطورهم العمرية.
في مرحلة التعليم الابتدائي، يتم التركيز على تطوير مهارات الحركة والتنميه الجسدية، ويتضمن منهج التربية الرياضية في هذه المرحلة مهارات رياضية بسيطة مثل المشي والركض والقفز وألعاب الكرة، وتهدف إلى تطوير قدرات ومهارات الأطفال في الحركة والتعبير الجسماني.
في المرحلة الإعدادية، يتم تعزيز المهارات المكتسبة في مرحلة التعليم الابتدائي وزيادة مستوى التحدي، حيث يتضمن منهج التربية الرياضية في هذه المرحلة نشاطات رياضية متنوعة مثل التدريب الرياضي وألعاب الفرق والألعاب الفردية المختلفة.
وفي المرحلة الثانوية، يتم التركيز على الألعاب الرياضية والرياضات المختلفة التي تعتمد على المهارات الفردية والجماعية المتطورة، حيث يشمل منهج التربية الرياضية في هذه المرحلة تطوير المهارات المهنية وتعلم القواعد واللوائح الرياضية.
بشكل عام، يعتمد منهج التربية الرياضية للمراحل العمرية المختلفة على تطوير المهارات الحركية والخوض في الأنشطة الرياضية المتنوعة وتحمل مسؤولية الفوز والخسارة، وتعلم التعاون والعمل الجماعي والاحترام المتبادل والحفاظ على اللياقة البدنية.
ويهمنا هنا في هذا المجال ان نوضح بعض مبادئ النمو ليستعين بها المدرس أثناء تدريسه للمراحل المختلفة:
المبادئ التي تساعد المدرسين في فهم تطورات الطلاب في المراحل العمرية المختلفة
 |
| مناهج التربية البدنية |
هذه المبادئ النمائية تساعد المدرسين في فهم تطورات الطلاب في المراحل العمرية المختلفة وكيفية تعلمهم وتطويرهم.
1- مبدأ الكلية: يشير إلى أن التطور النمائي للأطفال هو تفاعل كلي يشمل الرؤى والمشاعر والاهتمامات والمهارات.
2- مبدأ الانتقال من الكل إلى الجزء: يعني التركيز على المهارات الأساسية التي تتألف من عدة عناصر، ومن ثم التركيز على تطوير كل عنصر بشكل فردي.
3- مبدأ الانفرادية: يشير إلى أن كل طالب يمتلك خصائص وقدرات فردية، ويجب أن يتم تلبية احتياجاته المعينة.
4- مبدأ التسلسل: يعني الانتقال من المهارات البسيطة إلى المعقدة، ويهدف إلى بناء فهم الطالب الأساسي للمهارات الرياضية.
5- مبدأ الاستمرارية: يشير إلى ضرورة الاستمرار في تطوير خبرات الطلاب الرياضية، وتحسين قدراتهم ومهاراتهم مرة بعد مرة بالتدريب والتمارين المناسبة.
سوف نقسم مراحل النمو إلى:
أ-المرحلة الأولى: الطفل قبل سن الدراسة من 1-6 سنوات
هذه المعلومات ستكون مفيدة لمدرسي التربية الرياضية الذين يعملون مع الأطفال في المرحلة الأولى.
برنامج الأنشطة الحركية لمرحلة طفل ما قبل المدرسة:
1-نشاط لتنمية المهارات الأساسية: يتضمن الأنشطة التي تساعد على تحسين الإدراك الحركي والتوازن والتناسق بين الحركات.
2-نشاط توقيعي غنائي: يشمل الأنشطة المرتبطة بالرقص والحركات التوافقية مع الأغاني والتمارين التنفسية.
3-نشاط باستخدام الأدوات اليدوية الصغيرة: يتضمن الأنشطة التي تساعد على تحسين الإدراك الحركي الدقيق والتحكم في الحركة، على سبيل المثال اللعب بالمكعبات والأشكال الهندسية.
4-نشاط استكشافي: يتضمن التوجه نحو التعرف على البيئة المحيطة، بما في ذلك الحيوانات والنباتات والأشجار، وكذلك الأنشطة التي تشجع الاكتشاف والتفاعل مع الطبيعة.
5-أنشطة لتنمية الصفات البدنية الأساسية: تشمل الأنشطة الرياضية التي تساعد على تحسين القوة والمرونة والسرعة والقدرة على التحمل.
6-العاب صغيرة: تشمل الأنشطة التي تشجع على التفاعل الاجتماعي والتعاون، مثل العاب الأشرطة ولعب الكرة.
تخطيط وتنظيم برنامج التربية الرياضية لطفل ما قبل المدرسة
1- تقديم التدريب بطريقة تناسب قدرات الطفل وتتماشى مع الأهداف النمائية للمرحلة.
2- ضمان تفاعل المشاركين في الأنشطة وتوفير الأجواء الملائمة لذلك.
3- توفير الشرح والإرشادات اللازمة للأطفال عند القيام بالأنشطة الرياضية.
4- تشجيع الأطفال للمشاركة والتعلم من التجارب الجديدة.
5- الحرص على تنوع الأنشطة وعدم الاعتماد على نوع واحد من النشاط الحركي.
6- تطوير الأنشطة وفقًا لاستجابة الأطفال وملاحظة تحركاتهم واهتماماتهم خلال الأنشطة.
ب- المرحلة الثانية: الطفل في سن الدراسة من 7-18 سنة
1- الطفل من 7-9 سنوات:
خصائص النمو للطفل من 7-9 سنوات
- - زيادة القدرة على التركيز والانتباه.
- - تحسين المهارات الحركية الأساسية والتناسق بين الحركات.
- - زيادة الوعي الاجتماعي والاهتمام بالتفاعل مع الآخرين.
برنامج الأنشطة الرياضية للطفل من سن 7-9 سنوات
- - الأنشطة التي تدعم الحركات الأساسية (الرمي واللعب بالكرة والجري والقفز).
- - الأنشطة التي تنمي التوازن والتناسق والإدراك الحركي، مثل الرقص والجمباز البسيط.
- - الألعاب التي تشجع على التعاون والتفاعل الاجتماعي، مثل الألعاب الجماعية وألعاب الفريق.
وهنا بعض الإرشادات التي يجب ان يراعيها مدرس التربية الرياضية عند تخطيط وتنفيذ برنامج هذه المرحلة:
- تحديد الأنشطة الرياضية التي تتماشى مع القدرات الحركية والقدرات التنموية للطفل.
- التأكد من توفير الأجواء المناسبة لممارسة النشاطات الترفيهية، وضمان الأمان والسلامة.
- توفير التوجيه والدعم للطلاب الذين يحتاجون إليه خلال الأنشطة الرياضية، اكتشاف المواهب المهمة، وتحفيزهم.
- تطوير الأنشطة الرياضية بناء على تحسن التحصيل الدراسي والتحديات واهتمام الطلاب.
- استخدام التكنولوجيا والأجهزة الرقمية لتعزيز الأنشطة الرياضية والمتعة واللعب.
2- الطفل من 10-12 سنة:
خصائص النمو للطفل من سن 10-12 سنة:
- - زيادة التحولات الجسدية التي تشكل الهوية والذات الشخصية.
- - تحسين المهارات الحركية والتناسق والتحمل والقدرات العقلية.
- - زيادة الأهتمام بالتفاصيل وتحمل المسؤولية.
منهج التربية الرياضية للمرحلة من سن 10-12 سنة
- - تنظيم الأنشطة الرياضية التي تعزز التعاون والتضامن في العمل الجماعي.
- - تحسين المهارات الرياضية الأساسية مثل القفز والرمي والركض والتحمل، والبدء بتطوير المهارات الخاصة بالرياضات الجماعية مثل كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة.
- - الأنشطة التي تعزز الصحة المستديمة، مثل الركض والقوة واللياقة البدنية.
وهنا بعض الإرشادات التي يجب ان يراعيها مدرس التربية الرياضية عند تخطيط وتنفيذ برنامج هذه المرحلة:
- تحديد أولويات الأنشطة الرياضية ومختلف الشؤون والتدريبات ذات الصلة بالمرحلة العمرية للطفل.
- تحسين المخاطبات بين المدرسين والمشرفين لتحسين الموارد التي يتم توظيفها لتنفيذ رؤية المرحلة العمرية.
- تأكيد تأثير الأنشطة الرياضية على الصحة وتنمية الذات والعمل الجماعي، والتأكيد على المسألة من خلال الأنشطة الرياضية.
- أهمية الدور الخاص بالمدرس في تنفيذ البرنامج للمرحلة العمرية، ومساعدة الطلاب في تحسين مهاراتهم وتطويرها، ومراقبة تقدم الأداء الرياضي.
3-الطفل من سن 13-15سنة/مرحلة البلوغ:
خلال مرحلة البلوغ (13-15 سنة) يتطور الجسم بشكل كبير ويتغير الشكل العام للجسم بسبب بدء نمو العضلات وحدوث تغييرات في الشخصية والسلوك.
منهج التربية الرياضية للمرحلة من سن 13 - 15 سنة
منهج التربية الرياضية يجب أن يركز على تنمية القدرات الجسدية والحركية والتأثير على الصحة العامة للطفل. ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال الأنشطة الرياضية التي يمكن أن تشمل:
1- الركض والمشي السريع.
2- رياضات المضرب مثل الجولف والتنس.
3- رياضات الكرة الطائرة وكرة السلة.
4- رياضات الجمباز والتزحلق.
5- الرياضات المائية مثل السباحة وركوب الأمواج.
عند تخطيط وتنفيذ برنامج التربية الرياضية في هذه المرحلة من العمر، يجب على المدرس مراعاة الإرشادات التالية:
1- ضمان وجود فترات راحة مناسبة خلال الأنشطة الرياضية لتفادي الإجهاد الزائد على الجسم.
2- تخصيص وقت كافي لتمارين التمدد وتسخين الجسم قبل بدء النشاط الرياضي.
3- الحرص على تنوع انشطة التربية الرياضية وتكيفها مع اهتمامات الطفل.
4- جعل الأنشطة الرياضية مسلية وتحفيزية حتى يستمر الطفل في ممارستها بشكل منتظم.
4- سن 16-18سنة "مرحلة التعليم الثانوي":
في مرحلة التعليم الثانوي، يتطور الفرد بشكل أكبر من الناحية الجسدية والعقلية والاجتماعية والإنفعالية، وهذا يشمل:
1- زيادة الطول والوزن وتطوير العضلات.
2- تحسين الذاكرة والتفكير الإستنتاجي.
3- الاهتمام بالمظهر الخارجي واللباس والسلوكيات الاجتماعية.
4- الإهتمام بالعلاقات الرومانسية والصداقات القوية.
5- الشعور بالأهمية والرغبة في تحقيق أهداف مهنية وتعليمية.
منهج التربية الرياضية للمرحلة من سن 16 - 18 سنة
بالنسبة لمنهج التربية الرياضية، يجب أن يشمل تمارين تعزز القدرات الجسدية والعقلية سواء بالنسبة للذكور أو الإناث، مثل التحمل والتحكم في النفس والتخطيط الذاتي والتعاون مع الآخرين. كما يجب أن يتضمن المنهج النشاطات الرياضية المتنوعة مثل الرياضات الجماعية والفردية وألعاب القوى والترفيهات الرياضية.
وبالنسبة لإرشادات المدرس في تخطيط وتنفيذ برنامج التربية الرياضية لهذه المرحلة، يجب أن يراعي النقاط التالية:
1- تحديد أهداف واضحة للبرنامج ومتابعة تحقيقها من قبل الطلاب.
2- العناية بسلامة الطلاب وتطبيق الإجراءات الوقائية المناسبة.
3- توفير مجال للتعاون والتفاعل الاجتماعي بين الطلاب.
4- تقديم التحفيز والتشجيع للطلاب لممارسة النشاطات الرياضية المختلفة.
5- تنظيم البرنامج بصورة منتظمة والتأكد من توفر المعدات اللازمة.
ج- المرحلة الثالثة: سن النضوج من19-22سنة "المرحلة الجامعية"
في المرحلة الجامعية التي تتراوح من سن 19-22 سنة، يمكن ملاحظة مجموعة من الخصائص والمميزات ومن بينها:
1- النضج الجسدي والعقلي والاجتماعي والاقتصادي للطالب.
2- الرغبة في تحقيق النجاح المهني والإكاديمي وتحقيق الاستقلالية الشخصية والاجتماعية.
3- الاهتمام بتوسيع المعرفة وتطوير المهارات في المجالات المختلفة بما فيها الرياضة.
4- الرغبة في ممارسة الرياضة بشكل منتظم وفي ظل إشراف مؤهل ومختص في هذا المجال.
منهج التربية الرياضية للمرحلة الجامعية
بالنسبة لمنهج التربية الرياضية لهذه المرحلة، فيمكن تضمين التدريب الرياضي بما يتناسب مع نمط الحياة الجامعي، وذلك بصورة تشجيعية ومغرية تجعل الطلاب يشعرون بالإعجاب. يمكن للمنهج أن يركز على:
1- تجربة مختلف الرياضات والركائز الرياضية الأساسية وتعزيز اللياقة البدنية العامة.
2- دمج الرياضة في الحياة اليومية (على سبيل المثال، الركض في طريق إلى الحرم الجامعي، الرياضة الجماعية، النشاطات الداخلية والخارجية).
3- دعم الصحة النفسية والعاطفية للطلاب وتعليمهم المهارات التي تساعدهم على التحكم في الإجهاد والتقليل منه.
4- التركيز على التعاون والتواصل الاجتماعي والتعبير عن الذات.
أما بالنسبة لأشكال الممارسة الرياضية في الجامعات المصرية، فإن تلك الممارسات تتوافر على مستوى الكلية وعلى مستوى الجامعة وعلى مستوى الجامعات وتشمل:
1- على مستوى الكلية: التعليم الرياضي في الصفوف الدراسية (مثل الصحة واللياقة البدنية) والرياضة الجماعية وركوب الدراجات والركض.
2- على مستوى الجامعة: النوادي الرياضية الخاصة بالطلاب وفرق التنافس والرياضة الجماعية وتجارب التدريب الرياضي في الرياضات المختلفة وفقاً للمستوى العام للطالب.
3- على مستوى الجامعات: الدوريات الرياضية والرياضات الفردية والجماعية الرسمية والبطولات الرياضية والمسابقات الجماعية.
في النهاية منهج التربية الرياضية للمراحل العمرية المختلفة: يتم تصميم منهج التربية الرياضية لكل مرحلة عمرية بناءً على احتياجات الفرد ومرحلة نموه. ويشمل منهج التربية الرياضية عدة عناصر، من بينها:
1- تطوير اللياقة البدنية والصحة العامة والعافية النفسية.
2- تعزيز المهارات الرياضية وتطويرها وتنميتها، بما في ذلك التحكم في الجسم والتوازن والتنسيق والرؤية والتخطيط والاتصال.
3- تنشيط التفاعل الاجتماعي والتواصل والتعاون والتعلم اللامركزي.
4- تعزيز القيم الأخلاقية والأخلاق الرياضية.
يتم تضمين هذه العناصر في منهج التربية الرياضية للمراحل العمرية المختلفة بطريقة تتناسب مع احتياجات الفرد ونموه. وتختلف أشكال الممارسة الرياضية المقدمة في المدارس والجامعات والأندية الرياضية وفقًا للمستوى العمري.
ومن الجدير بالذكر هنا أن التركيز على التربية الرياضية تفيد الأفراد على المدى البعيد، إذ تعزز الصحة العامة وتعزز القدرة على تحمل الإجهاد وتحسين التعلم وزيادة التفاؤل والثقة بالنفس، بالإضافة إلى المساهمة في الإعداد للحياة المهنية.
