15 درسًا تجاريًا من جيف بيزوس مؤسس أمازون

ما الذي يتطلبه الأمر لإنشاء أكبر متجر تجزئة عبر الإنترنت في العالم، وجمع ثروة شخصية تزيد عن 194.8 مليار دولار، واختيارك كشخصية العام من قبل مجلة "تايم"؟ الإجابة قد تكون عند جيف بيزوس. بيزوس هو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة أمازون. لكن قصة نجاحه لم تكن مضمونة دائمًا. في هذا المقال، سنتناول قصة بيزوس المدهشة و15 درسًا من حياته يمكن تطبيقها على عملك الخاص.

من بين أول الدروس التي يمكن استخلاصها من قصة جيف بيزوس هو أهمية اتخاذ خطوات عملية لتحقيق أهدافك. كثيرًا ما نقع في فخ التفكير الزائد وتحليل الأمور حتى نصل إلى حالة من "شلل التحليل"، مما يمنعنا من اتخاذ أي خطوة. لكن بيزوس لم يكن من هذا النوع. رغم معرفته بأن اتخاذ خطوات خاطئة قد يؤدي إلى نتائج سلبية، إلا أنه كان على استعداد لتحمل المخاطر.

في عام 1994، واجه بيزوس أكبر قرار في حياته: هل يترك وظيفته ذات الأجر الجيد كمدير في صندوق تحوط في نيويورك ليؤسس متجر كتب على الإنترنت، أم يبقى في مكانه؟ قرر أن يأخذ رحلة عبر البلاد ليشتري حقوق النطاق Amazon.com. والباقي هو تاريخ.

مع نمو أمازون، شجع بيزوس موظفيه على الانحياز نحو اتخاذ الخطوات العملية. أحيانًا أدى ذلك إلى نجاحات مذهلة مثل تطوير نظام "الشراء بنقرة واحدة". وفي أحيان أخرى، أدى إلى إخفاقات تامة مثل تطوير مزاد أمازون الذي لم يتمكن من منافسة إيباي. لكن بيزوس لم يكن يمانع الأخطاء العرضية.

عندما كان بيزوس يقرر ما إذا كان يجب أن يترك وظيفته اليومية ويبدأ أمازون، أدرك أنه يفتقر إلى إطار تحليلي لاتخاذ قرارات كبيرة في الحياة. لذلك اخترع "إطار تقليل الندم". هذا الإطار ساعده على تصور نفسه في سن الـ80، وهو ينظر إلى الوراء على حياته ليقلل من عدد الندمات التي قد يشعر بها.

من خلال هذا المنظور الواسع، أصبح القرار واضحًا. لم يكن يندم على فقدان وظيفته عند بلوغه سن الـ80، ولكنه كان سيشعر بالندم لو لم يستفد من الاندفاع الذهبي للإنترنت.

قد يتساءل البعض: كم من الوقت يجب أن يستغرق بدء التشغيل لتحقيق الربح؟ بالنسبة لجيف بيزوس وأمازون، استغرق الأمر أكثر من ست سنوات. حتى في ذلك الوقت، حققت الشركة أرباحًا طفيفة مقارنة بإيراداتها. ومع ذلك، كل هذا كان جزءًا من خطة بيزوس البطيئة بشكل غير عادي، حيث لم يكن في عجلة من أمره لتحقيق الربح لأنه كان يريد الحفاظ على الأسعار منخفضة وإعادة استثمار معظم الإيرادات في الشركة.

عندما بدأ بيزوس أمازون، لم يكن لديه ميزانية تسويق. الطريقة الوحيدة لنجاح شركته هي أن تكون جيدة بما يكفي لدرجة أن تنتشر عبر التسويق الشفهي. وهذا ما حدث بالفعل، حيث يؤمن بيزوس بأن تجربة العملاء الجيدة ستؤدي إلى انتشارها بين الناس، وهذا هو المفتاح الحقيقي لنمو أي عمل تجاري.

من المعروف أن العميل دائمًا على حق، لكن بيزوس وأمازون اتخذوا هذه الفلسفة إلى مستوى جديد. بالنسبة له، رضا العملاء ليس فقط كل شيء، بل هو الشيء الوحيد الذي يشكل أساس نموذج أعماله. في أمازون، يتم التركيز بشكل كبير على تجربة العملاء، وهذا ما يميزها عن منافسيها في السوق.

بدلاً من البحث عن طرق لزيادة الأسعار، يوجه بيزوس موظفيه للعثور على طرق لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة حتى يتمكنوا من تخفيض أسعار المنتجات. في أمازون، الهدف هو توفير قيمة أكبر للعملاء من خلال خفض التكاليف وليس زيادتها.

الخوف من التغيير هو أمر شائع بين البشر، لكن بيزوس يخشى من الجمود أكثر من أي شيء آخر. توجهه نحو الابتكار المستمر جعل من أمازون شركة دائمة التطور. بدأت أمازون ببيع الكتب فقط، لكنها لم تتوقف عند هذا الحد. اليوم، تبيع أمازون تقريبًا كل شيء، وتقدم مجموعة متنوعة من الخدمات الإلكترونية.

تتطلب عملية الابتكار أن تكون عنيدًا ومرنًا في نفس الوقت. هذه الفلسفة ساعدت أمازون على الاستمرار في التجارب حتى تجد ما يناسبها. العناد يساعدك على عدم التخلي عن الأفكار الجديدة بسرعة، والمرونة تساعدك على العثور على حلول بديلة عند مواجهة عقبات.

قد يبدو الطموح غير الواقعي جذابًا، ولكن يجب على رواد الأعمال أن يكونوا واقعيين. فهم الواقع يمكن أن يقلل من الضغط النفسي الذي يرافق العمل في مجال ريادة الأعمال. يقول بيزوس إنه من المهم أن يكون لديك تصور واقعي للنجاح والفشل على حد سواء.

رغم أن الابتكار هو مفتاح النجاح، إلا أن التقليد الذكي يمكن أن يكون خطوة استراتيجية. بيزوس يؤمن بأن مراقبة المنافسين وتعلم ما يفعلونه بشكل جيد ثم تطبيقه في أمازون كان جزءًا من نجاح الشركة.

إحدى الطرق لتطوير منتج ناجح هي البدء بما يحتاجه العملاء ثم العمل للخلف لتلبية هذه الحاجة. هذا النهج ساعد أمازون على تطوير جهاز Kindle الشهير، الذي أصبح رائدًا في فئة أجهزة القراءة الإلكترونية.

عندما يكون لديك فكرة مبتكرة تغير العالم، قد يكون من الطبيعي أن يسيء الناس فهمها في البداية. لكن بيزوس تعلم أن يكون مرتاحًا مع فكرة أن يكون غير مفهوم، مؤمنًا بأن الرؤية القوية يمكن أن تحوّل المتشككين إلى مؤيدين.

في أمازون، يُعتبر توظيف الأشخاص المناسبين من الأولويات. بيزوس يفضل إجراء مقابلات مع عشرات الأشخاص دون تعيين أحد بدلاً من توظيف الشخص الخطأ.

بيزوس يعتقد أن التفكير على المدى البعيد هو أحد أسرار نجاح أمازون. بدلاً من التركيز على الأرباح الفورية، تفضل الشركة التضحية بالربح الآن في سبيل بناء علاقة طويلة الأمد مع العملاء.

بالنسبة لجيف بيزوس، لم تنتهِ قصته بعد. رغم كل ما حققه من نجاحات، إلا أنه يعتقد أن هناك الكثير من العمل لتحقيقه. رؤيته بعيدة المدى وحماسه المستمر يجعله يسعى دائمًا لتحقيق المزيد.

قصة جيف بيزوس وأمازون هي مصدر إلهام لرواد الأعمال حول العالم. الدروس المستفادة من رحلته تمثل مزيجًا من الابتكار، والعمل الدؤوب، والتفكير على المدى البعيد. إذا كنت تتطلع إلى النجاح في عملك، فقد حان الوقت لتبني بعض من هذه الفلسفات في استراتيجيتك.