قراءة القرآن الكريم عبادة عظيمة، تتنوع طرق أدائها، سواء كانت قراءة يومية منتظمة أو تلاوة في أوقات محددة. يُعتبر القرآن مصدرًا للبركة والهداية، وسورة البقرة بصفة خاصة لها مكانة عظيمة في قلوب المسلمين. في هذا المقال على راموس المصري Ramos Al-Masry، سنجيب عن استفسار شائع حول حكم المداومة على قراءة سورة البقرة يوميًا، بناءً على توجيهات الشيخ وليد السعيدان، ونستعرض الحكم الشرعي والآراء المتداولة.
ما حكم المداومة على قراءة سورة البقرة كل يوم؟ |
هل تكرار سورة البقرة يوميًا بدعة؟
يجيب الشيخ وليد السعيدان بأن القاعدة العامة في الشريعة هي أن ما ورد مطلقًا في النصوص الشرعية يجب أن يبقى على إطلاقه ولا يجوز تخصيصه أو تقييده إلا بدليل شرعي. وعندما نتحدث عن قراءة سورة البقرة، نجد أن الأدلة الواردة بشأن فضل قراءتها جاءت مطلقة دون تحديد عدد معين للمرات التي ينبغي أن تُقرأ فيها.
الأدلة الشرعية على فضل قراءة سورة البقرة
حديث أبي هريرة رضي الله عنه، الذي رواه الإمام مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر، فإن الشيطان ينفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة". هنا لم يحدد النبي عدد المرات التي ينبغي أن تُقرأ فيها السورة، وإنما جاء الحديث عامًا ومطلقًا.
حديث أبي أمامة رضي الله عنه، الذي رواه أيضًا الإمام مسلم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه. اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف. اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة". هذا الحديث يؤكد عظمة سورة البقرة وبركتها دون تحديد لعدد مرات تلاوتها.
حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه، الذي ورد في صحيح الإمام مسلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران". هذا الحديث يظهر فضل قراءة سورة البقرة وآل عمران، دون إشارة إلى عدد محدد لتكرار السورتين.
القاعدة الشرعية: بقاء المطلق على إطلاقه
الشيخ وليد السعيدان يُؤكد في إجابته أن الأصل في الشريعة هو بقاء النصوص المطلقة على إطلاقها، ولا يجوز تقييدها إلا بدليل واضح. وبالتالي، فإن تكرار سورة البقرة يوميًا، سواء مرة أو مرتين أو أكثر، لا يُعتبر بدعة، لأن الأدلة الشرعية جاءت مطلقة ولم تحدد عددًا معينًا لقراءتها.
الرد على من يقول بأن تكرار السورة بدعة
بعض الأشخاص قد يقولون إن تكرار سورة البقرة يوميًا يعتبر بدعة أو مخالفًا للسنة، وهنا يُطالب الشيخ وليد السعيدان هؤلاء بتقديم دليل شرعي واضح يدل على تقييد قراءة سورة البقرة بعدد معين. ويشير إلى أن الشريعة لا تقبل تقييد المطلق إلا بدليل قوي. وبما أن الأدلة الشرعية جاءت عامة ومطلقة، فإن الأصل هو جواز التكرار دون تحديد.
أهمية قراءة سورة البقرة في البيت
إن قراءة القرآن الكريم، وسورة البقرة بوجه خاص، لها تأثير كبير على حياة المسلم. فقراءة سورة البقرة بشكل مستمر تجعل البيت محصنًا من الشياطين وتجلب البركة إلى حياة أهل البيت. وفي الحديث الشريف: "إن أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة"، يُظهر هذا الحديث أهمية المواظبة على قراءة هذه السورة لما لها من فوائد عظيمة.
تنبيه مهم حول نية القراءة
في الختام، يؤكد الشيخ وليد السعيدان أن المداومة على قراءة سورة البقرة يوميًا، سواء مرة أو مرتين أو أكثر، أمر جائز شرعًا ولا حرج فيه. الأدلة الشرعية التي وردت بشأن فضل قراءة سورة البقرة جاءت مطلقة دون تحديد عدد معين، وبالتالي فإن القول بأن تكرارها بدعة يتطلب دليلاً شرعيًا لتقييد هذا الإطلاق، وهو ما لم يرد في النصوص.