الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وهدانا إلى اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وجعل الصلاة عليه سببًا لرفع الدرجات وحط السيئات. في هذا المقال، سنتحدث عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأهميتها في حياة المسلم، وأثرها العظيم في الدنيا والآخرة، استنادًا إلى ما ورد عن فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله، وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة.
|
الصلاة على النبي ﷺ .. سر سعادة لا يفوتك! |
فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم هي عبادة عظيمة أمرنا الله بها في كتابه الكريم، حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث فضل هذه العبادة الجليلة، وكيف أنها تعود بالخير العظيم على من يلتزم بها. فمن صلى على النبي مرة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا، كما ورد عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليَّ مرة واحدة، صلى الله عليه بها عشرًا".
الصلاة على النبي وعلو درجته عند الله
هذا الحديث يبرز علو مرتبة النبي صلى الله عليه وسلم عند الله سبحانه وتعالى، حيث أن الصلاة عليه تُجازى بعشر أمثالها. إن هذه المكافأة الربانية تدل على منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووجوب محبتنا له وإكثار الصلاة عليه تقديرًا لفضله واتباعًا لأمر الله.
كما ورد في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليَّ صلاة". هذا الحديث يشجع المسلم على الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لأنها تجعل صاحبها أقرب الناس إلى رسول الله يوم القيامة، وهو شرف عظيم لا يُضاهيه شرف.
الصلاة على النبي يوم الجمعة
من الأوقات التي يتأكد فيها الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، كما جاء في حديث أوس بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه".
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاتنا تُعرض عليه، حيث قال: "إن الله حرَّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء". وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع صلاة أمته عليه، ويبلغ بأسمائهم، وهو أمر يُشعر المسلم بالقرب الروحي من رسوله الكريم.
الصلاة على النبي في أي مكان وزمان
من رحمة الله سبحانه وتعالى أن جعل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة يمكن أداؤها في أي وقت ومكان، فلا يقتصر الأمر على المسجد النبوي. يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليَّ، فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم".
هذا الحديث يوضح أن الصلاة على النبي تصل إليه سواء كان المسلم قريبًا أو بعيدًا، وهذا يُظهر شمولية هذه العبادة وسهولتها. كما أن الصلاة على النبي تُعتبر وسيلة للتقرب إلى الله وسببًا في استجابة الدعاء.
تحريم شد الرحال لزيارة القبور
أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن زيارة قبره لا يجوز أن تكون بنية العبادة أو التقرب، حيث قال: "لا تُشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى". وهذا يدل على أن شد الرحال لزيارة قبر النبي تحديدًا ليس مشروعًا، وإنما الهدف هو زيارة المسجد النبوي للصلاة فيه، لأن الصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه.
الصلاة على النبي سبب لرد السلام عليه
من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أن الله يرد عليه روحه ليرد السلام على من يسلم عليه، كما جاء في الحديث الشريف: "ما من رجل مسلم يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام".
أهمية الصلاة على النبي في التشهد والدعاء
من المواضع التي يُستحب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أثناء الصلاة في التشهد الأخير. كما جاء في حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم علَّم أصحابه أن يُقدموا الصلاة على النبي قبل الدعاء، لأن ذلك أدعى لاستجابة الدعاء.
خاتمة
إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم العبادات التي تُقرب المسلم من ربه، وتُعزز محبته لرسوله الكريم. وهي سبب لنيل رضا الله، وحصول الرحمة، ورفعة الدرجات في الدنيا والآخرة.
فلنكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل وقت، وخاصة يوم الجمعة، ولنجعلها جزءًا من أذكارنا اليومية. نسأل الله أن يُعيننا على طاعته، ويجعلنا من المكثرين من الصلاة على نبيه.
ختامًا، نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يجعلنا من المتبعين لسنة النبي صلى الله عليه وسلم. ونسأل الله أن يكون هذا المقال عبر موقع راموس المصري Ramos Al-Masry سببًا في نشر الفائدة وتعظيم هذه العبادة الجليلة. اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.