إننا نعيش في زمن متغير مليء بالابتلاءات، زمانٍ اشتدت فيه الفتن وازدادت محنة الإنسان فيه، حتى أصبح التمسك بالدين والاستقامة أمرًا شاقًا وصعب المنال. وإذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على مكانتهم العظيمة وقوة إيمانهم، يخشون من الانتكاس ويخافون من الوقوع في الفجور، فما حالنا اليوم، وقد تفاقمت الفتن وتعددت مغريات الدنيا؟
لقد أكد عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن أصعب آية نزلت على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هي قول الله تعالى: "فاستقم كما أمرت". فالاستقامة ليست بالأمر السهل، وهي ليست مجرد بداية، بل هي التحدي الأكبر الذي يواجه المسلم طوال حياته؛ فالعبرة ليست بكيفية البداية، بل بالثبات على الهدى والاستمرار في طريق الحق.
فتن الزمان: كيف تحمي نفسك وتقوي إيمانك؟ |
كيف نحافظ على الاستقامة؟
الاستقامة ليست حالة ثابتة، بل هي درجات تتصاعد. يبدأ الإنسان ضعيف الإيمان، ومع الالتزام والاستقامة، يتزايد إيمانه تدريجيًا حتى يبلغ درجة الخشية من الله، ثم درجة المراقبة، وصولًا إلى مرتبة الإحسان، والتي هي عبادة الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
يعاني البعض من فقدان حلاوة العبادة، حيث قد يشعر الشخص بعدم طعم في صلاته أو لذة في تلاوة القرآن. قد تتغير الأخلاق وتتسرب القسوة إلى القلب، مما يُشعر الإنسان بالوحشة. هذه المشاعر ليست سوى عقبات يضعها الشيطان في طريق المسلم ليُثبط عزيمته ويُضعف همته.
إن جالست الصالحين، وجد الإنسان الراحة في نفوسهم والطمأنينة في صحبتهم. الصحبة الصالحة تساعد الإنسان على التمسك بالدين، وتعينه على مواجهة الفتن والابتلاءات.
يسول الشيطان للإنسان المعاصي، ويزين له الطريق إلى الفواحش ويحثه على العصيان. لذلك، فإن التعوذ بالله منه هو السبيل للوقاية من مكائده.
دعاء الاستعمال في الطاعة
كثير من الناس قد يظنون أن الإنسان إذا بلغ الكبر، فإنه يهذي ويتكلم بما كان يألفه في أيام صحته. ولكن الدين يعلمنا أن الثبات على الطاعة في الدنيا قد يكون سببًا لخاتمة حسنة، بحيث يبقى الإنسان ثابتًا على ما ألفه من الطاعات، حتى لو زال عقله، فيُبعث على تلك الطاعة.
كيف يتجنب الإنسان الفواحش؟
تدعونا رسالة الإسلام إلى مواجهة الفتن والابتلاءات بالتمسك بالدين، والثبات على الطاعة، والاستمرار في طلب الله أن يثبتنا ويعيننا على الطاعة. وعلينا أن نتمسك بالدعاء، وأن نلجأ إلى الله بصدق، ونسأله أن يستعملنا في طاعته حتى آخر العمر، وأن يقبضنا عليها.