الاختبارات البدنية physical testing
تُعَدّ الاختبارات البدنية إحدى الأدوات الجوهرية التي يعتمد عليها المدربون الرياضيون لتقييم القدرات الفسيولوجية والوظيفية للرياضيين. وفي هذا المقال الشامل الذي يقدمه لكم موقع راموس المصري (Ramos Al-Masry)، سنغوص معًا في أعماق هذا العالم المثير لنفكك أنواعه، أهميته، طرقه المختلفة، وعلاقته بتطوير الأداء البدني وصناعة أبطال المستقبل. يستند هذا المقال على نص علمي، ويهدف إلى تقديم محتوى أصيل، مفيد، ومتكامل.
![]() |
كل ما تريد معرفته عن الاختبارات البدنية في التدريب الرياضي الحديث: الأنواع، الأهمية، التقييم. |
أولًا: تصنيف الاختبارات البدنية حسب نظم إنتاج الطاقة
الاختبارات الهوائية
الاختبارات الهوائية هي تلك التي تُجرى بهدف قياس مستوى اللياقة القلبية التنفسية للفرد، وتستخدم بشكل رئيسي لتقدير أقصى استهلاك للأكسجين المعروف بـ(VO2max)، وهو مؤشر أساسي للياقة العامة.
أمثلة على هذه الاختبارات:
- اختبار الجري لمدة 12 دقيقة (Cooper Test).
- اختبار 9 دقائق.
- اختبار Astrand باستخدام الدراجة الارجومترية.
هذه الاختبارات تساعد على تحديد مدى كفاءة الجهازين التنفسي والدوري في إيصال الأكسجين إلى العضلات، وتُعدّ ضرورية في رياضات التحمل.
الاختبارات اللاهوائية
تُجرى هذه الاختبارات لقياس قدرة الفرد على أداء التمارين المكثفة لفترات قصيرة في غياب الأكسجين. يعتمد الجسم في هذه الحالات على مصادر الطاقة الفورية مثل ATP-CP والتحلل اللاهوائي للغلوكوز.
أمثلة على هذه الاختبارات:
- اختبار الجري لمسافة 30 متر و50 متر.
- اختبار القفز العمودي لسارجن.
- اختبار وينجايت Wingate.
ثانيًا: أهمية الاختبارات والمقاييس للمدرب الرياضي
تُعَدّ الاختبارات والمقاييس حجر الزاوية في العملية التدريبية، فهي تقدم بيانات دقيقة تمكّن المدرب من فهم إمكانيات اللاعبين وتخطيط البرامج التدريبية وفقًا لذلك.
أهمية هذه الاختبارات تتجلى في:
تحليل الحالة التدريبية العامة: باستخدام اختبارات حركية وقياسات فسيولوجية للجسم (مثل القلب، الرئتين، العضلات)، والقياسات الجسمانية (الانتروبومترية).
التعرف على الحالة الخاصة لكل رياضي: يشمل ذلك الفحوصات الصحية، البدنية، والمهارية.
متابعة تقدم الرياضيين: عبر قياس نتائج الأداء بمرور الوقت للوصول إلى المستويات العالية.
انتقاء الناشئين: باستخدام أدوات دقيقة تسمح باختيار أفضل العناصر.
وضع خطط تدريب فردية وجماعية: بناءً على نتائج موثوقة.
تحديد مستويات الأداء: لكل فئة عمرية ومستوى تنافسي.
تحليل تطور الأداء: ومراقبة تأثير البرامج التدريبية على الجسم والنفسية.
ثالثًا: اختبارات اللياقة الهوائية ومؤشراتها
تعريف اللياقة الهوائية
هي قدرة الجسم على استنشاق، نقل، واستخدام الأكسجين بكفاءة أثناء النشاط البدني المستمر.
مؤشرات اللياقة الهوائية:
- كفاءة الجهاز التنفسي في امتصاص الأكسجين من الهواء الجوي.
- كفاءة القلب والرئتين في ضخ الأكسجين إلى الدم.
- كفاءة الكريات الحمراء والهيموغلوبين في نقل الأكسجين إلى العضلات.
- كفاءة العضلات في استخدام الأكسجين أثناء التمثيل الغذائي.
رابعًا: علامات الوصول إلى الحد الأقصى لاستهلاك الأكسجين
عند إجراء اختبارات خاصة باللياقة الهوائية، هناك علامات تدل على أن الشخص وصل إلى الحد الأقصى من استهلاك الأكسجين، منها:
- ثبات استهلاك الأكسجين رغم زيادة الجهد.
- ارتفاع معدل نبض القلب فوق 180-185 نبضة/دقيقة.
- ارتفاع نسبة التنفس QR.
- وصول تركيز حمض اللاكتيك في الدم إلى أكثر من 800 ملغم.
خامسًا: تقنيات قياس VO2 Max (الحجم الأقصى لاستهلاك الأكسجين)
الطرق المباشرة
تشمل هذه الطرق قياس VO2 max من خلال أداء جهد بدني متدرج الشدة على أجهزة مثل:
- السير المتحرك (Treadmill).
- الدراجة الارجومترية.
ويتصل الجهاز بمعدات تحليل تنفسية متقدمة تقيس الغازات وتحدد معدل استهلاك الأكسجين بدقة.
المراحل الأساسية:
- البدء بإحماء خفيف.
- زيادة الجهد تدريجيًا دون الوصول إلى التعب السريع.
- اختيار اختبار يتناسب مع طبيعة الرياضة الممارسة.
- مراعاة الفئة العمرية والجنس.
تصنيف المراحل:
- حمولة غير متواصلة: مع راحة بين المراحل (3-6 دقائق).
- حمولة متواصلة: بدون راحة (1-3 دقائق).
- حمولة ثابتة: تؤدي إلى إنهاك المختبر خلال 3-6 دقائق.
الطرق غير المباشرة
تستخدم اختبارات تعتمد على:
- معدل ضربات القلب بعد أداء جهد محدد.
- معادلات حسابية أو رسوم بيانية (Nomogram).
- جداول متخصصة لتقدير VO2 max.
الطرق الميدانية
بسبب التكلفة العالية للمعدات، تستخدم الطرق الميدانية بكثرة، وهي:
- سهلة وسريعة التطبيق.
- لا تحتاج لمعدات معقدة.
- تعطي نتائج مقاربة للاختبارات المعملية.
سادسًا: اختبارات اللياقة اللاهوائية
تعريف اللياقة اللاهوائية
هي قدرة الجسم على أداء جهد بدني مكثف يعتمد على الطاقة الناتجة عن:
- نظام ATP-CP.
- التحلل اللاهوائي للغلوكوز.
- مدة الأداء عادة لا تتجاوز 2 دقيقة.
سابعًا: قياس الصفات الطاقوية اللاهوائية
يصعب تحديد كمية الطاقة اللاهوائية بدقة، ولكن يمكن تقييمها من خلال:
- مدة أداء العمل بشدة معينة.
- الكمية القصوى للعمل الميكانيكي خلال مدة محددة.
ثامنًا: اختبارات القدرة والسعة اللاهوائية اللالبنية
تعريفها:
هي اختبارات تقيس الجهد الأقصى خلال مدة تتراوح من 5 إلى 15 ثانية، دون إنتاج حمض اللبن.
أهم المصادر الطاقوية: ATP والفوسفوكرياتين.
الهدف منها:
- قياس القوة القصوى.
- تقييم استهلاك الطاقة الفوري.
أمثلة:
- اختبار القفز العمودي لسارجن.
اختبار القفز العمودي لسارجن:
الهدف: تقييم قدرة الطرف السفلي على إنتاج القوة اللاهوائية.
طريقة الإجراء:
- يقف اللاعب بجانب لوحة خشبية مثبتة على الحائط.
- يضع علامة أولية برفع اليد.
- يقفز بأقصى قوة مع وضع علامة ثانية.
- تُحسب المسافة بين العلامتين.
- تُؤخذ أفضل نتيجة من ثلاث محاولات.
تاسعًا: اختبارات القدرة والسعة اللاهوائية اللبنية
تعريفها:
هي اختبارات عالية الشدة تُجرى خلال مدة تتراوح من 20 إلى 90 ثانية، ويتم خلالها إنتاج حمض اللبن.
تستخدم في رياضات مثل:
- الجري 300م و800م.
- السباحة لمسافات قصيرة (100م – 200م).
طرق التقييم:
- غير مباشرة: باستخدام الدراجات الارجومترية أو مواقف ميدانية.
- مباشرة: بقياس الدين الأكسجيني، وتحليل مؤشرات فسيولوجية مثل حمض اللبن في الدم والعضلة.
عاشرًا: اختبارات المرونة
تعريفها:
المرونة هي قدرة المفاصل على أداء حركة كاملة، وهي مهمة لتقليل فرص الإصابة وتحقيق كفاءة في الأداء الحركي.
تشمل اختبارات المرونة:
- مرونة عضلات الظهر والفخذ.
- اختبارات انحناء الجذع للأمام.
- اختبارات دوران المفاصل.
الاختبار البدني: قياس المرونة – اختبار ثني الجذع من وضع الوقوف
الهدف من الاختبار:
تقييم مدى مرونة الجزء السفلي من الظهر وعضلات الجزء الخلفي من الفخذين.
الأدوات المستخدمة:
مسطرة قياس تُثبّت على حافة مقعد، بحيث يكون نصفها العلوي فوق الحافة والنصف الآخر أسفلها. يُعتمد تدريج يبدأ من "الصفر" عند مستوى حافة المقعد، ويمتد في الاتجاهين (موجب وسالب).
طريقة الأداء:
- يقف اللاعب على حافة المقعد، بحيث تلامس قدماه جانبي المسطرة.
- يثني جذعه إلى الأمام وللأسفل مع مدّ الذراعين بشكل مستقيم، بحيث تكون أصابع اليدين في مستوى واحد وموازية للمسطرة.
- يجب تنفيذ الحركة بأقصى مدى ممكن دون ثني الركبتين.
تُسجّل أفضل نتيجة من بين محاولتين، ويُدوَّن القياس بحسب وضع اليد على التدريج، سواء في الجهة السالبة أو الموجبة.
اختبار مرونة الجذع شائع جدًا في اختبارات كلية التربية الرياضية وخصوصًا جامعة الأزهر.
خلاصة المقال
تُعَدّ الاختبارات البدنية في عالم الرياضة الحديثة المفتاح الأساسي لفهم القدرات البدنية والفسيولوجية والنفسية للرياضيين. من خلال هذه الأدوات، يستطيع المدرب الرياضي ليس فقط مراقبة الأداء بل تطويره بطريقة منهجية، دقيقة، وفعّالة. سواء كنت مدربًا محترفًا، أو طالبًا في علوم الرياضة، أو رياضيًا يسعى لتطوير ذاته، فإن فهم هذه الاختبارات يمثل خطوة جوهرية نحو التفوق.
نأمل أن يكون هذا الدليل الشامل من راموس المصري (Ramos Al-Masry) قد قدّم لك المعلومات المفيدة التي تبحث عنها، ويسعدنا دائمًا أن نكون مصدرًا موثوقًا للمعرفة في عالم اللياقة البدنية والرياضة. شارك المقال مع من يهتم بالرياضة والتدريب، ولا تنسَ أن الأداء القوي يبدأ بمعرفة قوية!