recent
أخبار ساخنة

محرك بحث جوجل (Google search)

كل ما تريد معرفته عن زلزال مصر: الأسباب، والموقع، والتأثيرات

Mahmoud
الصفحة الرئيسية

هل زلزال كريت نذير خطر قادم؟ كل ما يجب أن تعرفه عن زلزال مصر الأخير وتأثيراته المحتملة

في لحظة صمت من فجر يوم الأربعاء 14 مايو 2025، استيقظ الملايين في مصر على إحساس غريب، هزة خفيفة اهتزت بها النوافذ، وتحركت فيها الأبواب دون سابق إنذار. لم يكن الأمر محض خيال، بل زلزال حقيقي بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، ومركزه شرق جزيرة كريت في البحر المتوسط. وعلى الرغم من أن المركز بعيد نسبياً عن السواحل المصرية، إلا أن الهزة وصلت إلى العاصمة القاهرة، والإسكندرية، وحتى مناطق في الوجه البحري والسلوم.

في هذا المقال المقدم من موقع راموس المصري Ramos Al-Masry، نستعرض كافة التفاصيل المرتبطة بهذا الزلزال من حيث الأسباب الجيولوجية، موقعه الجغرافي، التأثيرات على مصر، تقييم الخسائر، وجهود المتابعة والرصد المستمرة. كما سنتناول السياق التاريخي والنشاط الزلزالي في المنطقة، إضافة إلى توجيهات مهمة للسلامة العامة يجب اتباعها في حال تكررت الهزات مستقبلاً.

هل زلزال كريت نذير خطر قادم؟ كل ما يجب أن تعرفه عن زلزال مصر الأخير وتأثيراته المحتملة

أولاً: التفاصيل الأساسية لزلزال 14 مايو 2025

قوة الزلزال وموقعه الجغرافي

في تمام الساعات الأولى من قرب فجر يوم 14 مايو 2025، سجّلت محطات المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر زلزالاً بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، وقع في شرق جزيرة كريت، تحديدًا على خط عرض 35.12° شمالاً، وخط طول 27.0° شرقاً. أما عمقه فقد بلغ نحو 76 كم تحت سطح البحر، وهي مسافة عميقة نسبيًا تجعل الشعور به ممكناً في مناطق بعيدة.

وقد سجل المركز على بُعد 418 كم شمال مرسى مطروح، وحوالي 631 كم شمال مدينة رشيد بمحافظة كفر الشيخ. أما الإحداثيات الدولية وفقاً لتقديرات هيئة USGS فقد أشارت إلى أن مركز الزلزال يقع 15 كم جنوب شرق قرية Fry بجزيرة Kasos اليونانية، و112 كم جنوب شرق مدينة آغيوس نيكولاوس بجزيرة كريت.

ثانياً: أسباب الزلزال وتفسير الظاهرة

1. النشاط التكتوني في شرق البحر المتوسط

تقع منطقة شرق البحر المتوسط عند الحدود النشطة بين الصفيحتين التكتونيتين الإفريقية والأوروبية. وتتجه الصفيحة الإفريقية شمالاً لتنزلق تحت الصفيحة الأوروبية بمعدل زلزالي بطيء ولكن مستمر. هذه العملية تُعرف باسم "الانزلاق التكتوني" وتُسبب تراكم طاقة هائلة داخل الأرض.

تُطلق هذه الطاقة فجأة على شكل هزات أرضية، في عملية تعرف بـ "نظرية الارتداد المرن"، وهي المسؤولة عن معظم الزلازل في العالم. أحد أبرز المناطق التي تشهد هذه الظاهرة هو ما يُعرف بـ القوس الهيلييني (Hellenic Arc) جنوب جزيرة كريت، الذي يُعد من أكثر مناطق البحر المتوسط نشاطًا زلزاليًا.

2. الفوالق النشطة والتوترات الجيولوجية

تُظهر الخريطة الجيولوجية للمنطقة وجود عدة فوالق نشطة وعميقة تعمل كممرات لتحرير الطاقة المختزنة. وتزداد خطورة هذه الفوالق عندما تكون قريبة من سطح الأرض أو على أعماق متوسطة، كما في زلزال كريت، حيث يُمكن للشعور بالهزة أن يمتد عبر مئات الكيلومترات، وهو ما حدث بالفعل في مصر.

3. العوامل المحلية المؤثرة في مصر

ليست فقط المسافة التي تحدد تأثير الزلزال على دولة ما، بل كذلك تركيبة التربة المحلية. ففي مصر، لا سيما في دلتا النيل وتحديدًا في القاهرة الكبرى، تتكون الأرض من تربة طينية رخوة تُساهم في تضخيم الموجات الزلزالية، مما يجعل الإحساس بالهزة أكبر من قوتها الفعلية عند المصدر.

ثالثاً: التأثيرات التي خلفها الزلزال على الأراضي المصرية

1. الإحساس بالهزة في عدة محافظات

رغم بعد المركز الزلزالي، شعر سكان القاهرة الكبرى، والإسكندرية، والسلوم، والوجه البحري بالهزة، التي استمرت أقل من 20 ثانية. وقد سادت حالة من الهدوء والذهول على وجوه الكثيرين، خاصة مع تأكيد الجهات المعنية عدم وجود أي خسائر.

وتُشير البيانات الرسمية إلى أن السبب في انتشار الشعور بالهزة بهذا الشكل هو العمق المتوسط للزلزال، إلى جانب قدرة المياه والتربة الطينية على نقل الطاقة الزلزالية لمسافات طويلة.

2. الهزات الارتدادية

لم ينتهِ الأمر عند الهزة الأولى، بل سجل المعهد القومي للبحوث الفلكية عدة هزات ارتدادية خفيفة، أبرزها:

هزة ارتدادية بقوة 2.69 درجة في تمام الساعة 03:57 صباحاً على بعد 434 كم شمال مرسى مطروح.

هزة أخرى بقوة 4.26 درجة في الساعة 03:57:06، على عمق 55.55 كم.

لحسن الحظ، لم تُسفر هذه الهزات عن أي أضرار بشرية أو مادية.

رابعاً: تقييم شامل للخسائر وردود الفعل الرسمية

1. عدم وجود خسائر بشرية أو مادية

أكّدت تقارير الهلال الأحمر المصري والجهات الرسمية عدم ورود أي بلاغات عن خسائر في الأرواح أو الممتلكات. وقد أشادت العديد من الصحف المحلية بسرعة استجابة المواطنين ووعيهم.

2. توجيهات السلامة العامة

في بيان عاجل، قدم المعهد القومي للبحوث الفلكية إرشادات مهمة للتعامل مع الهزات الأرضية، منها:
  1. البقاء هادئاً وعدم الركض.
  2. اللجوء إلى أماكن آمنة مثل أسفل الطاولات المتينة أو بجانب الجدران الحاملة.
  3. الابتعاد عن النوافذ والأثاث غير المثبت.
  4. عدم استخدام المصاعد أثناء أو بعد الزلزال مباشرة.

3. استعدادات مستقبلية

دخلت الشبكة القومية لرصد الزلازل في مصر في حالة استنفار تام لمتابعة أي هزات ارتدادية محتملة أو تغيّرات في مستوى مياه البحر التي قد تنذر بتسونامي، لا قدر الله.

كما تواصلت الأجهزة الرسمية مع منظمتي اليونيسيف واليونسكو لتقييم جاهزية المدارس والمنشآت التعليمية، من حيث البنية الإنشائية وسلامة الأطفال.

خامساً: السياق الزلزالي التاريخي في منطقة كريت والبحر المتوسط

ليست هذه المرة الأولى التي تضرب فيها زلازل قوية المنطقة، فبحر إيجة وقوس كريت يشتهران بنشاطهما الزلزالي، ومن أبرز الزلازل في المنطقة:
  • زلزال كريت عام 365 ميلادية الذي أدى إلى تسونامي دمر مناطق في الإسكندرية.
  • زلزال عام 1995 الذي شعر به سكان مصر وشمال إفريقيا.
  • سلسلة زلازل عامي 2021 و2022 جنوب اليونان.
هذا التسلسل يضع المنطقة في دائرة نشاط زلزالي شبه دائم، ويُحتّم على الدول المجاورة، ومن ضمنها مصر، تعزيز قدرات الرصد والاستجابة.

سادساً: كيف تستعد لمواجهة الزلازل مستقبلاً؟

الوعي هو خط الدفاع الأول. ولهذا، من الضروري نشر الثقافة الزلزالية بين الناس، خاصة في دولة مثل مصر التي تُعتبر خارج حزام الزلازل العالمي ولكنها تتأثر به.

نصائح عامة للاستعداد:
  1. التأكد من ثبات الأثاث الثقيل على الجدران.
  2. إعداد حقيبة طوارئ تحتوي على ماء، طعام معلب، مصباح يدوي، أدوية، وأوراق ثبوتية.
  3. المشاركة في برامج التوعية المدرسية والمجتمعية.
  4. تدريب أفراد الأسرة على خطة إخلاء منزلية منظمة.

سابعاً: قيمة هذا الزلزال من منظور علمي واستراتيجي

من وجهة نظر علمية، يعد زلزال 14 مايو فرصة ثمينة للعلماء لفهم السلوك الزلزالي في شرق المتوسط. أما من الناحية الاستراتيجية، فإنه يُظهر أهمية تحديث كود البناء المصري وتوسيع شبكة الرصد الزلزالي.

كما يُمكن استخدام هذه المناسبة لإطلاق حملات توعية وطنية تهدف إلى رفع جاهزية المجتمع المدني ومؤسسات الدولة.

الخلاصة

لقد جاء زلزال كريت في مايو 2025 كتذكير قوي بأننا لسنا بمنأى عن مخاطر الطبيعة، حتى لو كنا خارج أحزمة الزلازل النشطة عالمياً. ما حدث يجب أن يُنظر إليه كـ فرصة لإعادة تقييم جاهزيتنا كمجتمع على مختلف المستويات: من الأسرة، إلى المدرسة، إلى البنية التحتية للدولة.

وفي هذا السياق، يؤكد موقع راموس المصري Ramos Al-Masry على ضرورة التعامل مع الظواهر الطبيعية بمنهج علمي وواقعي، بعيدًا عن التهويل أو الإهمال. لنكن على قدر المسؤولية، فالمستقبل لا ينتظر، والكوارث الطبيعية لا تُعلن عن موعدها.

إذا كنت من المهتمين بالسلامة العامة والتحديثات الزلزالية، تابع موقع راموس المصري Ramos Al-Masry باستمرار، لنقدم لك كل جديد، موثق، ومدعوم بالعلم والمعرفة.
google-playkhamsatmostaqltradent